الإسم: العلامة المنار - منقول التعليق: ( تعليق منقول لكاتبه العلامة المنار من شبكة هجر الثقافية ) سلام عليكم ورحمة الله قرأت الكتاب من اوله الى اخره رغم انني مشغول بالتعزية في مصيبة امامنا الحسين صلوات الله عليه . الكتاب اعجبني ، وفيه مسحة العرفان المستند للمعصوم . وقد اعجبني فيه انه خالف المشهور في معنى البداء بالابداء فقال بالبداء ذاته وبرره جيدا من اقوال المعصومين وربط ربطا جيدا ، ورد قول القائلين بالابداء منهم بقوة وقال انهم ملتزمون فعلا بمعنى البداء (ولكنهم اخطأوا في التخريج الفني للمسألة) . وقال ان منشأ البداء هو ثبوت الاختيار لله واتساع سلطنته وعدم محدوديتها وان البداء عن علم في حِكَمٍ محتملة مختلفة وليس عن جهل كما يعتقد الجاهلون . كما برهن عدم ازلية الارادة بنصوص اهل البيت وببعض المباحث العقلائية . وان البداء يقع في علمه المخزون المعبر عنه بالمكفوف في الروايات كما في علمه المحمول بدون قيد او شرط عليه الا ما لا يناسب كماله كأن يتنافى مع الالتزام بالوعد وما شابه ذلك ، والعلم المحمول هو علمه الذي بلغه لخلقه او ظهر منه سبحانه كصفحة الموجودات التعينية . ونفي قيد الزمان في علمه لانه مخلوق له فلا يمكن أن يكون قيدا له. واجاب على شبهات كثيرة باجوبة لطيفة وبارعة . وقد بيّن ان مصدر هذه الشبهات هو القصور في فهم صفات الله وعلمه وقدرته بالذات وتفصيلاتها ، كقولهم لماذا لم يختر الخيار المتاخر من اول الامر؟ جهلا منهم . كما عقد بابا لطيفا لثمرة القول بالبداء وانه بدونه لا يوجد عبادة حقيقية ولا اتصال بالله حيث لا موجب لا تكوينا [لان الامر اذا كان ازليا قهريا فما الفائدة من العبادة والدعاء ؟] ولا نفسيا [فان من لا يؤمن بتغيير الله الاقدار فالدعاء عبث محض (بتصرف مني)] . الا انني لاحظت عليه الضعف الفلسفي وعدم قدرته على الجواب على اشكالهم بانقلاب علمه جهلا ، فاجاب بجواب طريف قد يكون مقنعا لطلاب العلوم الصغار ولكنه بعيد عن الواقع ويحتاج الى جرأة اكثر . رحمه الله . فالجواب غير سليم ويمكن رده من قبل المشكلين على مبانيهم بينما يجب ان لا يكون لهم مجال للرد والجواب الحقيقي يحتاج الى جرأة وفهم اكبر لصفات الله وللواقع . ولم يشر الى ان التقويم لله انما هو الامداد الدائم بالوجود فكل لحظة في الكون هي خلق جديد فلا معنى لتوهم المسار الذاتي للكون حتى يقال بان الخيار الثاني هو نقض للاول بل كل لحظة من لحظات الزمن هي نقض وابرام بالتقويم الدائم. ورايت ردوده على الفلاسفة وسماهم (العلماء البشريون) فوجدت في بعضها الطرافة والقوة الا ان بعضها الاخر كان قاصرا عن فهم مرادهم وردوده لا يعتنون بها لمعرفتهم بانه لم يفهم قصدهم بينما هو يقول هذا صريح قولهم ، وهم في الحقيقة لا يريدون الظاهر، فمثلا زعم ان صدر المتألهين يقول ان المخلوق من سنخ الخالق لان وجودهما من سنخ واحد وهذا لا يقوله صدر المتألهين وكلامه اعمق من هذا الفهم السطحي لتصوير قول يؤدي الى الكفر القطعي اذا لم يكن شركا بواحا ، وقد رد قاعدة الواحد لا يصدر منه الا الواحد كما عن استاذه ردا لطيفا بديعا بالاختلاف بين الخالق بالابداع وبين الخالق بالفيض الموجب والله ليس من قبيل الثاني ابدا ومبدأ تطبيقهم القضية الصحيحة على الله هو تطبيق مع اختلاف الموضوع . وهو رد مهم على من قال ان الله فاعل بالقصد وغير ذلك كالاشاعرة وغيرهم . وعلى العموم : هذا كتاب مفيد فيه شجاعة في مخالفة المشهور في كثير من القضايا وفيه تدريب على ربط كلام اهل البيت كنسيج لباس الحرير ، وهو كتاب عرفان مبني على كلام اهل البيت عليهم السلام ، يمكنه ان يلبي طلبات طالب العلم المتوسط ويفهمه الكثير من القضايا المشكلة ، وسيجد فيه نور كلام اهل البيت ، ولست مدعيا كماله او عدم النظر في بعض ما ذهب اليه ، ولست مدعيا انه مصيب في رده على الكثير من العلماء ، ولست مدعيا انه مصيب في عداءه للفلاسفة وعدم فهم مايردون . ولكن كل هذا لا يضير فان مسحة نور ائمتنا متوفرة في الكتاب اجمالا . فلا يفوت طلبة العلم هذا الكتاب الثمين . وبارككم الله تاريخ الإضافة: 2013/11/12